شخصيات تضامنت مع "الشرعية بمصر" بتعبير صريح عن مواقفها

في الوقت الذي اختارت فيه أعداد هائلة من الإعلاميين والفنانين والسياسيين المصريين الاصطفاف وراء خارطة الطريق التي أعلن عنها قائد الجيش المصري ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، بعد قرار عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليوز الماضي، طفت على السطح أسماء معروفة لتعلن موقفا "جريئا" يتضامن مع "عودة الشرعية" بمصر.
قنوات فضائية تجندت بكل الوسائل المتاحة لها من أجل إظهار العديد من الوجوه الإعلامية والفنية والرياضية بوجه المتأسف على الحاصل في مصر، مع توجيه أصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين بإحراق المساجد والكنائس والمرافق، وقتل رجال الأمن والشرطة واستعمال النساء والأطفال دروعا بشرية، وهذا كله مع إشهار يافطات "مصر في مواجهة التطرف والإرهاب"..
الجبهة التي أيدت خارطة طريق السيسي تدعو، في كل أشكالها وفئاتها، إلى "تأييد ثورة 30 يونيو، التي أسقطت نظام الرئيس محمد مرسي"، منادية باعتقال كل من ينتمي إلى "جبهة أنصار مرسي"، وإغلاق مكاتب القنوات المنحازة لها، كمكتب الجزيرة الذي سبقه إغلاق مكتب الجزيرة مباشر واعتقال صحفيين اثنين، كما نوهت بكافة الدول التي وقفت إلى جانب مصر تأييدا لمواقف السلطة الحالية، وعلى رأسها السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن، كل هذا وهي تطالب المخالفين من الخارج بـ "عدم التدخل الأجنبي في الحال المصري".
من جهة ثانية تعلو أصوات رموز سياسية وثقافية وإعلامية وفنية ورياضية تستنكر "جرائم الدم التي تنفذها قوات الأمن والجيش المصريين، في الليل كما النهار وأمام أعين العالم"، هي أصوات سرعان ما وجدت أمامها سيلا من الانتقادات والاتهامات، وفي بعض الأحيان إقالة وتخوينا وقطعا للعلاقات.
أردوغان.. صاحب "شارة رابعة"
لا شك أن المواقف القوية لرجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، تجاه بعض القضايا التي يعيشها العالمان العربي والإسلامي تزيد من رصيده الشعبي يوما بعد الآخر في قلوب أنصاره داخل وخارج تركيا؛ فبعد مواقفه المتضامنة مع فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي، وجرائم نظام الأسد في سوريا.. يخرج الحاكم الفعلي لبلاد العثمانيين هذا المرة ليعلن رفض بلاده بشدة لـ "الانقلاب العسكري على الرئيس المصري المعزول محمد مرسي"، ويدين بلهجة حازمة قمع قوات الأمن للمتظاهرين السلميين، فيما وجه سهام الغضب صوب بعض دول الخليج لدعمها المادي الموجه صوب ما أسماه "النظم الدكتاتورية".
آخر خرجات أردوغان، الذي أبدع "شارة رابعة" بأصابع اليد، في إشارة منه إلى تأييد معتصمي ميدان رابعة العدوية، كانت إعلانه التوفر على وثائق تؤكد وقوف إسرائيل وراء الانقلاب في مصر، مستشهدا بتصريحات سابقة لوزير العدل الإسرائيلي ومثقف يهودي قبل الانتخابات الرئاسية في مصر قالا فيها "حتى وإن فاز الإخوان المسلمون في الانتخابات فلن يخرجوا منها منتصرين".
مواقف أردوغان تسببت في إلغاء المناورات العسكرية بين تركيا ومصر، واتخاذ عدد من القنوات الفضائية المصرية قرار مقاطعة الدراما التركية التي اختفت قبل أيام من على شاشات التلفاز المصري، ورغم ما قد تلحقه المقاطعة من أضرار مادية على جيوب مالكي تلك القنوات إلا أن البعض يرى العملية سيكون لها تأثيرات بعدية على السياحة في تركيا.
الوليد وتوقيف لسويدان
طارق السويدان، الداعية والإعلامي الكويتي المعروف، اكتوى بنار مواقفه التي رفض من خلالها التدخل العسكري في السياسة بمصر وما أعقبه من مجازر دموية؛ حيث صُدم الرأي العام العربي بإقدام الأمير الوليد بن طلال آل سعود، رجل الأعمال السعودي ومالك شركة "روتانا"، على إقالة السويدان من مسؤولية إدارة قناة "الرسالة" الفضائية التي أدارها بامتياز منذ تأسيسها عام 2006.
الأمير السعودي، الذي تدعم مملكته خطة الجيش ضد حكم الإخوان المسلمين في أرض مصر، قال للسويدان بالواضح "لا مكان لأي إخواني في مجموعتنا"، فيما علق صاحب مشروع "التغيير الحضاري"، على قرار إقالته من على رأس القناة الإسلامية، بالقول: "أشكر سمو الأمير الوليد على الفرصة الغالية التي تشرفت بها لإدارة قناة الرسالة حتى الآن وتحقيق ما وصلت اليه من وسطية ونجاح يستمر بإذن الله"..
طارق السويدان، المعروف بمواقفه الخارجة عن إجماع بعض التوجهات الإسلامية في عدة قضايا، أقفل قصة الإقالة بقوله على صفحته الفيسبوكية "لا يخاف على الرزق إلا ضعيف التوكّل، ولا يتنازل عن المبادئ إلا من كان همّه الدنيا"، واستمر في عرض مواقفه الرافضة لعزل الرئيس المصري محمد مرسي، والمنددة بشدة للمجازر الدموية التي يرتكبها الجيش المصري في حق المحتجين السلميين.
أبو تريكة.. "داعم الإخوان"
نجم المنتخب المصري والنادي الأهلي، محمد أبو تريكة أو "محبوب الجماهير" كما يلقبه المعجبون، تلقى سيلا من حملات الاتهام والتشويه جراء انتشار أنباء تقول بإهانته لضابط من الجيش المصري، في مطار القاهرة، خلال رحلة عودة بعثة ناديه من الكونغو أخيرا، وهو ما دأب على نفيه النادي الأهلي وزملاء أبي تريكة بعد ذلك.
واشتدت الاتهامات والانتقادات الحارقة، الموجهة لأبي تريكة، لكونه معروفا في الساحة المصرية بتعاطفه مع جماعة الإخوان المسلمين، إذ تناقلت وسائل الإعلام هناك دعم النجم المصري للمعتصمين في رابعة العدوية، ومنهم "إلتراس" الأهلي، بالأموال والمولدات الكهربائية، فيما اتهمته جهات معارضة للإخوان بتعاونه مع حركة "حماس" الفلسطينية..
حلمي: هو أي واحد مربي دقنه بقى "إرهابي"!!
"نسألك الفاتحة على روح شهداء مصر"، "أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحمي مصر وأهلها من كل سوء"، هي جمل من ضمن أخرى غرّد بها الفنان والكوميدي المصري أحمد حلمي في الفضاء الافتراضي، والذي اختار في بادئ الأمر إمساك العصا من الوسط والتعبير عن مواقف منددة بسيلان الدم المصري بعد عزل محمد مرسي من الرئاسة.
حلمي وجه عبارات قوية على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك وحسابه بـ"تويتر" لكل المسؤولين على الأوضاع ببلاده، وقال: البرادعى حاليا بقي "عميل امريكا".. القوى والحركات الثورية بقت "خلاية نايمة".. نشطاء ثورة 25 يناير بقو "نشتاء السبوبة".. اي واحد مربي دقنه او تابع لتيار اسلامي بقي "ارهابي".. مبارك بقي راجل وطني مقتلش في شعبه و انسحب حبا في مصر .. شفيق وطني و رغم انه كسب في الانتخابات انسحب و محرقش مصر.. الشرطة حاليا هي اللي بتحمي مصر و بيروح منها شهداء .."، قبل أن يختم بعبارة "احب اقول للي عمل كل السناريوهات دي واللي وصل المصريين للتفكير ده .. "انت استاذ" !!"..
منصور: السيسي يدمر الجيش
الصحفي الشهير أحمد منصور، المعروف بمواقفه المنحازة للتيارات الإسلامية، سجل آراءً واضحة منذ تاريخ عزل محمد مرسي في 3 يوليوز الماضي؛ وهو الذي يصف ما يحدث بمصر حاليا بكونه "إجراما ووحشية ينفذها السيسي وجنوده ضد الشعب المصري"..
آخر تغريدات منصور، الذي تتابعه دعوات معارضي الإخوان بإغلاق مكاتب قناة الجزيرة التي ينتمي إليها بمصر، توضح جرأة الرجل الذي ظلت برامجه التلفزية محط إعجاب واهتمام منقطع النظير في العالم العربي، حيث يقول: "الشعب المصري يصمم علي كسر إرادة الإنقلابيين الدمويين بالتظاهرات نهارا وكسر حظر التجول ليلا وتحدي رصاص السيسي وجرائمه بالليل والنهار".. وغرد بأخرى قائلا "السيسي بعدما قتل 5000 ولازال يواصل جرائمه ادعى في خطابه اليوم أنه يعرف الله ويخشاه.. يا ترى لو لم يكن يعرف الله ماذا كان يفعل في المصريين ؟".
ويرى أحمد منصور، في مقالته الأخير "تدمير الجيش المصري"، أن الجنرال عبد الفتاح السيسي يريد أن يجر الشعب المصري إلى حالة من العنف "حتى يستكمل زج الجيش المصري في معركة ضد الشعب تنتهي بتدمير الجيش والشعب ومصر التي تشكل التهديد الاكبر لاسرائيل"، متهما في ذلك أمريكا بالتدخل وإعطاء الضور الأخضر للسيسي للممارسة جرائمه..
مضيفا: "السيسي الذي تخرج في الكلية الحربية في العام 1977 لم يطلق طلقة واحدة على اسرائيل.. وركب الغرور الرجل الذي يحفظ بعض الآيات والاحاديث ليخدع بها الشعب، لكن انى للناس ان تصدق من قتل حتى الآن ما يزيد على خمسة آلاف مصري خلال عدة اسابيع وهو ضعف عدد الجنود المصريين الذين استشهدوا في حرب اكتوبر التي لم يخضها السيسي..".

إرسال تعليق

 
Top