لأزيد من ساعتين، كان مقرّ حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة، والكائن بحيّ الليمون بالعاصمة الرباط، هدفا لاقتحام نفّذه عشرات المعطلين من الأطر العليا لتنسيقية التحدّي 2012، في حدود منتصف اليوم.
الاقتحام تمّ عن طريق تسلّق سور المقر، حيث استطاع عدد من المعطلين تسلّق السور، قبل أن توفَد إلى عين المكان تعزيزات أمنية مشكلة من رجال الشرطة والقوات المساعدة، وعدد من المسؤولين الأمنيين.
وفيما كان عدد من المعطلين يلوّحون من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة بالصّدريات الخضراء، ويردّدون شعارات قوية تندّد بسياسة الحكومة تجاه مطلبهم، وسياسة "الآذان الصماء" التي ينهجها رئيس الحكومة، حسب قولهم، اقتحم عدد من قوات الأمن المقر، وحالوا إنزال المعطلين المعتصمين فوق أسواره، تحت صيحات عشرات من زملائهم الذين كانوا في الشارع، والذين أبعدتهم قوات الأمن عن باب مقر الـ"بي جي دي".
تدخل قوات الأمن في حق المعطلين المعتصمين بمقر الحزب "الحاكم" خلف ستّ إصابات، تمّ نقل أصحابها، الذين أصيبوا برضوض على مستوى الظهر والرجلين، على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى، بعدما يقارب نصف ساعة من الانتظار على قارعة الطريق.
وحسب الكلمات التي ألقيت قبل انتهاء الوقفة، يبدو أنّ سياسة "شدّ الحبل" بين رئيس الحكومة والمعطلين ستدوم طويلا، حيث حملت الكلمات مضمونا تصعيديا إزاء رئيس الحكومة، الذي كان هدفا لشعارات ساخرة، من قبيل "هاد الحكومة المشؤومة رئيسها راجل صالح، دْعا معانا فالتراويح، يا ربي تخدم الولاد، ويا ربي يحمل الولاد وتبان كاع التماسيح".
أطر تنسيقية التحدّي وجهوا تحذيرات إلى الحكومة، التي سمّاها العطلون بـ"المحكومة المشؤومة" من مغبّة الاستمرار في "نهج سياسة الآذان الصماء"، مبدين رفضهم "لكل المخططات التي تروج لها ، من قبيل اجتياز المباريات، والحلول البديلة، "انطلاقا من معطيات دقيقة على أرض الواقع".
وأوضح أحد المعطلين في كلمته أنّ الواقع "يكذب ما أعلنته الحكومة من خلق 24 ألف منصب شغل"، مضيفا أن المباريات التي تعلن عنها الحكومة تشوبها المحسوبية والزبونية، بما في ذلك المباراة الأخيرة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، التي كشفت أن المحسوبية والزبونية لا زالت مستمرة من داخل البنية الحاكمة". يقول المتحدث.
كما وجهوا رسائل إلى جميع الأحزاب، من الأغلبية والمعارضة، يدعون فيها إلى اعتبار تشغيل الأطر العليا المعطلة "أولوية وليس حملة انتخابية أو صفقة سياسية". الكلمات التي ألقيت اعتبرت "درب النضال لا يزال طويلا وشاقا، ولا شيء يمكن أن يثنينا عن نضالاتنا، ولنا مواعيد قادمة وساخنة في الأيام القادمة".
سمير المومني، عضو تنسيقية التحدّي للأطر العليا المعطلة 2012، قال إن الهدف من اقتحام مقر حزب العدالة والتنمية هو إرسال رسائل إلى الحكومة، "للتنديد بسياسة صمّ الآذان التي تنهجها ، في ظل إغلاق جميع أبواب الحوار"، مضيفا "سنستمر في نضالنا، وسنفاجئ المسؤولين بأشكال احتجاجية أخرى، وبمزيد من التصعيد، من أجل نيل حقنا في التوظيف المباشر".
إرسال تعليق