منقول من موقع كيفاش :
علم اليوم الأربعاء (27 نونبر)، لدى برنامج الأبحاث المعروف بـ”ما قبل التاريخ في ولاية الدار البيضاء الكبرى”، أنه تم العثور على مستحث بشري جديد في مغارة البقايا البشرية في موقع طوما 1 جنوب غرب الدار البيضاء، وهو عبارة عن عظم فخذ ينسب إلى إنسان “أومو روديسينسيس”.
وأوضح الباحث في ما قبل التاريخ الأستاذ عبد الرحيم محب، أن تاريخ هذا المستحث البشري يقدر، حسب المعطيات الأركيومترية والجيولوجية والبيولوجية المنجزة في الموقع، بأكثر من 500 ألف سنة.
وأضاف أن هذا المستحث يعتبر أحد عظام الفخذ القلائل المكتشفة على الصعيد الإفريقي بالنسبة إلى فترة البليستوسين الأوسط (مابين 780 ألف و125 ألف سنة)، والذي يمكن مقارنته بالمستحث المكتشف سابقا في عين معروف (إقليم الحاجب). وأوضح أن هذه البقايا تمكن من التعرف على الحجم والهيأة وطريقة التنقل لدى الانسان في هذه الحقبة.
وأشار محب، محافظ ممتاز للآثار والمواقع، إلى أنه اعتمادا على الآثار البديهية الملاحظة على سطح عظم الفخذ لموقع طوما1، يتبين أن الإنسان في هذه الفترة شكل أيضا فريسة للحيوانات اللاحمة والمفترسة، مؤكدا أن عظم الفخذ هذا عثر عليه بجانب أدوات منحوتة على الأحجار تميز الحضارة الأشولية خلال فترات ما قبل التاريخ وأيضا بقايا متحجرة لمجموعة من الحيوانات اللاحمة والعاشبة والقوارض مثل الغزال، والظباء، والخنزير، والخيليات، والدب، والضبع، والقردة، ووحيد القرن، والأسد، مضيفا أنه حسب آخر الدراسات، فإن الحيوانات اللاحمة تظل السبب الرئيسي وراء تكدس وتواجد البقايا الحيوانية والبشرية داخل المغارة.
وقال إن التنقيب المنتظم في مغارة البقايا البشرية في موقع طوما 1 سبق أن أسفر عن اكتشاف عدة بقايا بشرية أخرى منها نصف فك سفلي (1969)، وعدة أسنان (بين 1994 و2006)، وفك سفلي كامل (2008)، وجزء خلفي لفك سفلي لطفل (2009)، علاوة على بعض أجزاء الجمجمة.
ويندرج هذا الاكتشاف العلمي المهم، حسب المصدر نفسه، في إطار الأبحاث والحفريات المنتظمة التي ينجزها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة المغربية والبعثة الأثرية الفرنسية الساحل/المغرب التابعة لوزارة الشؤون الخارجية والأوربية الفرنسية منذ 1978، وذلك ضمن برنامج الأبحاث المعروف بـ”ما قبل التاريخ في ولاية الدار البيضاء الكبرى” الذي يشرف عليه محب وجون بول رينال (مدير أبحاث بالمعهد الوطني للبحث العلمي الفرنسي، جامعة بوردو1).
وخلص محب إلى أن موقع طوما 1، الذي يعد مرجعا ضروريا ومحطة لا محيد عنها من أجل معرفة ودراسة الاستقرار البشري القديم بشمال غرب إفريقيا وذلك خلال فترات حاسمة من تطور الإنسان، يحتاج لانخراط الجميع (باحثون ومسؤولون) من أجل حمايته بصفة نهائية.
إرسال تعليق