تكونت مغارة إمين إفري “وتعني فم المغارة بالأمازيغية” بفعل حت مياه وادتسيليت لصخور الترافيرتان الهشة التي ترجع إلى الحقبةالرابعة “ما يناهز 1,8 مليون سنة”. تكونت هذه الصخور بفعل تموضع ترسبات الكلس الذائب في مياه العيونالتي تشبعت بكربونات الكالسيوم بعد مرورها في الصخور الكلسية المكونة بجبال الأطلس- العيون المالحة للتريي “203 مليون سنة”. والعيون العذبة تنبع من الصخور الكلسيةللجوراسيك السفلي” 200 مليون سنة”. وهي تمتد على مساحة 1500 متر مربع. كما تتوفرعلى مياه مهمة تستغل في سقى الحقول والبساتين المجاورة.
 تعرف مغارة إمي نفري بأسطورة تتناقلها الأجيال عبر التاريخ، وهي أن عفريتا ذا سبعة رؤوس كان يسكن هذه المغارة يعمل على خطف العرائس. فاتفق الأهالي على أن يقدموا له كل سنةعذراء. ولما حان دور ابنة الملك أشفق هذا الأخير على مصير ابنته، فاستغاث ببطل يسمى “ملك سيف” الذي استطاع أن يهزم ذلك العفريت، ويقضي عليه بعد ان اقتحم عليه المغارة. إلا أن المغارة لا تزال تخطف الألباب نظرا لما تتميز به من جمال أخاد في هندسته آلطبيعية، وتشكل الصخور،وتساقط قطرات الماء الباردة من سقفها أشبه برذاذ الخريف ينعش الوجه،ونباتات خضراء تتدلى كأنها خصلات شعر العرائس التي كان يخطفها العفريت. ناهيك عن رقرقة الماء الذي يجري بين الصخورمحدثا سمفونية ترافق بشكل هرموني زقزقة الطيور التي تحلق في المكان، بعضها اختارالإقامة بين ثغرات الصخور داخل المغارة. وبعضها الآخرمجرد أسراب عابرة جعلت من المكان محطة لترتوي وتستريح. ولا يخلو سقف المغارة أيضامن أعشاش النحل. المغارة تعتبر ملاذا أيضا لقاطنة مدينة دمنات، والقرى المجاورة الذين تضايقهم حرارة الشمس، وهي في نفس الوقت قطب سياحي طبيعي يجلب السياح الأجانب والمغاربة على السواء.

إرسال تعليق

 
Top